حين تصبح مهنة الراعي سبيلاً لإحياء الأغاني الإيزيدية
في جبال وسهول سنجار، حيث يمتزج صوت الطبيعة بنغمات الإرث الأيزيدي، يبرز الشاب إيسكان حليقي كوجهٍ جديد يحافظ على روح التراث الإيزيدي العريق. يعمل إيسكان، ابن سنجار، كراعٍ للغنم، ممارسًا مهنة قديمة تترابط مع هوية مجتمعه، لكنه يضيف لمسة خاصة إلى يومياته، إذ يمزج عمله بأداء الأغاني الفلكلورية الإيزيدية التي تعبّر عن الحب، الألم، والصمود.
بين الطبيعة والتراث
يبدأ إيسكان يومه مع شروق الشمس، يقود قطيعه إلى المراعي الخصبة، وهناك، في حضن الطبيعة، تتردد أغانيه، فتخلق صلة حية بين الماضي والحاضر. يقول إيسكان: “الأغاني الفلكلورية ليست مجرد كلمات وألحان؛ إنها قصص أجدادنا، تحمل ذكرياتهم وتروي تجاربهم”.
أغانيه مستوحاة من التراث الإيزيدي، الذي يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لسنجار. يُبدع إيسكان في غناء الأغاني التي توثق أحداثًا تاريخية وتجارب مجتمعه، مما يجعل صوته أشبه بجسر يعبر من خلاله الماضي نحو نحو الحاضر والمستقبل.
الفن في وجه التحديات
على الرغم من الحياة البسيطة التي يعيشها كراعٍ، فإن إيسكان يرى في الغناء وسيلة للتعبير عن ذاته وعن معاناة المجتمع الإيزيدي، الذي واجه تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية. يقول: “الغناء يساعدني على التمسك بالأمل، وأريد أن أنقل هذه الرسالة للعالم”.
لا يقتصر غناء إيسكان على ترفيه نفسه أو قطيعه؛ فقد بدأ يجذب اهتمام الشباب في مجتمعه، مما دفعه إلى التفكير في تسجيل بعض أغانيه ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
رسالة من الجبال
إيسكان حليقي ليس مجرد راعٍ للغنم، بل هو سفير لتراث غني يحاول الحفاظ عليه من النسيان. من خلال غنائه، و يبعث برسالة عن جمال ثقافة الإيزيديين وصمودهم، مؤكدًا أن الفن يمكن أن يكون أداة قوية للحفاظ على الهوية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
بين قطيع أغنامه وألحانه التراثية، يظل إيسكان رمزًا للشباب الإيزيدي الذي يجمع بين جذوره الراسخة وطموحه في إيصال صوت مجتمعه إلى العالم.