هل فتحت اعيون الأيزيديين بعد مرور عقد من الزمان على الإبادة الجماعية
ساهر ميرزا
من الطبيعي أن تهدم نفسية الإنسان بعد تعرضه لصدمة وما بالك إذا كانت الصدمة عبارة عن إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف شخص برئ، و أخذ الفرد الأيزيدي بما يكفي من الوقت للشفاء من الصدمة بعد مرور وقت كبير على حدوث الإبادة الجماعية بحقهم، القضية عبارة عن شقين الأول إنساني والثاني قانوني و منذ بداية الحادثة كسبت القضية تعاطف واسع من الكثير من بلدان العالم و اعترفت أربعة عشر دول و هيئات دولية لحقوق الإنسان بان ما تعرضت له الأقلية الأيزيدية تعتبر إبادة جماعية بعد توفر جميع الشروط حسب القوانين الدولية و أهمها إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، و ساعدت الكثير من البلدان بمبالغ مالية هائلة المجتمع الأيزيدي لكن مع شديد الأسف لم يصل نسبة عشرة بالمئة من هذه المبالغ التي صرفتها الدول كمساعدات إنسانية و تعويضاً للمتضررين والدليل على ذلك قضاء سنجار بقت كما هو دون اي تغيير في إدارة المنطقة والبنية التحتية والمناخ الملائم والخ من مقومات الحياة، كل ما ذكر أعلاه يعتبر من الشق الأول وهو الإنساني واليوم يجب على المجتمع الأيزيدي أن يفتح عينه بعد مرور عقد من الزمن على حدوث الإبادة و يجب أن ندخل في مرحلة الدفاع عن القضية بشكل قانوني وفق معايير دولية في حقوق الإنسان وهذا الأمر ليس سهلاً و يحتاج إلى الكثير من الشابات والشباب الأيزيديين لخوض هذا الأمر و نحتاج إلى تدريب فرق شبابية من المجتمع ليكونوا على دراية كاملة بالعمل على هذا الموضوع الحساس، لا زال المجتمع الأيزيدي بمكانه دون وجود أي تغييرات يحدد مستقبله بحيث الغالبية العظمى منهم لا زالوا يعيشون تحت خييم منذ عشرة سنوات في ظروف صعبة للغاية ونسبة كبيرة منهم هاجروا إلى دول العالم الغربية والنسبة الأخرى يعيشون في قضاء سنجار في ظروف مأساوية في ظل غياب تام للخدمات الصحية والنفسية والتعليمية والخ…، لا زال مصير أكثر من 2500 إمرأة مخطوفة مجهول دون اي تحرك حكومي لإنقاذهن، لا زال ملف التعويضات شبه متوقف ولا زال الحكومة العراقية تنكر بالاعتراف بالابادة الجماعية التي حدثت بحق الأيزيديين في الثالث من أغسطس عام 2014، لا زال الكثير من الذين شاركوا مع تنظيم الدولة الإسلامية ولهم يد في قتل الابرياء خارج السجون ولهم كامل الحرية والعكس صحيح هناك أشخاص ايزيديين حاربوا تلك التنظيم الإرهابي وهم في السجن على أساس أنهم حاربوا كل هذا يدل على أننا لا نعلم كيف ندافع عن أنفسنا ولا سيما عن القضية، بعد مرور هذا الوقت الكبير يجب على كل فرد من هذا المجتمع أن يتحرك من جميع النواحي ويجب عليهم ان يرفعون قضايا بالمحاكم المحلية والدولية على كل شخص له صلة بالتنظيم داخل وخارج العراق ويجب علينا المطالبة من الحكومة العراقية الاعتراف بالابادة الجماعية وفق توصيات حالها حال الدول والحكومات الدولية التي اعترفت بها سابقاً، وفي النهاية والأمر الأهم هو يجب على المجتمع الأيزيدي أن يلجأ إلى قانون الوصايا الدولي وهذا يعتبر أمر قانوني رغم أن العراق ليس عضو في نظام روما والمحكمة الجنائية الدولية إلا أن هناك الكثير من الاستثناءات التي تكون لصالح القضية والاعتراف بها وفق قوانين محلية ودولية.